تبدي أوساط إسرائيلية مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة تتسم بطابع ديني على خلفية تزايد الغضب من محاولات تهويد مواقع إسلامية وانتهاك الأقصى ومقدسات أخرى.
وتعاظمت المخاوف بعد ردود فعل فلسطينية غاضبة على إدراج الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم في قائمة المواقع التراثية اليهودية وعلى تكرار انتهاكات المسجد الأقصى.
وكشفت صحيفة هآرتس اليوم استنادا لمصادر فلسطينية أن إسرائيل بعثت برسالة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حذرته من اتساع نطاق الاحتجاجات والمواجهات في الضفة الغربية، ودعته للحيلولة دون فقدان السيطرة على "الأوضاع".
وكان رئيس الشاباك يوفال ديسكين قال في الكنيست في ديسمبر/كانون الأول 2009 إن انتفاضة ثالثة ستنشب فقط إذا وقع حدث كبير كتفجير مسجد.
وحذر السلطة -حسب هآرتس في عددها اليوم- من أن إسرائيل ستضطر للتوغل في مناطق "أ" التابعة للسيادة الفلسطينية إذا لم تسارع لتحدّ المظاهرات الشعبية والتوقف عن "التحريض".
ودعت إسرائيل السلطة لوقف مشاركة رجالاتها وناشطي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الاحتجاجات الشعبية وتقييد حملة مقاطعة المنتجات المصنعة في المستوطنات.
وتنوه الصحيفة إلى أن "سلطات الأمن الإسرائيلية تخشى انتفاضة ثالثة لكن ليس بصورة فورية، ومع ذلك هي قلقة من فقدان السيطرة واشتعال الضفة الغربية".
وحذر محرر الشؤون العربية في الإذاعة العبرية العامة يوني بن مناحم من بداية تبلور إجماع في الشارع الفلسطيني على إطلاق انتفاضة ثالثة ضد الاستيطان ومساعي التهويد وهدم المنازل في القدس.
ويتهم بن مناحم، المقرب من المؤسسة الحاكمة، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح داخل أراضي 48 بالتحريض الديني لتحفيز الشارع الفلسطيني على انتفاضةٍ ثالثة يستبعد اندلاعها خلال أسابيع لكنه يؤكد مع ذلك أن "كرة الثلج" بدأت تتدحرج.
أما محاضر العلوم السياسية في جامعة بار إيلان البروفيسور هليل فيشر فيستبعد اندلاع انتفاضة ثالثة رغم محاولات السلطة وحماس، حسب قوله.
واتهم في تصريح للجزيرة نت السلطة بالسعي لانتفاضة شعبية غير مسلحة"